>>صحفى سودانى لـ«الصباح»: الاتفاق بين المجلس والقوى قطع شوطًا مقدرًا بعد التوقيع على الوثيقة السياسية
ما زالت الأحداث فى السودان على صفيح ساخن، رغم بدء شركاء الفترة الانتقالية وهم «المجلس العسكرى الانتقالى وقوى الحرية والتغيير» فى وضع الترتيبات اللازمة لمناقشة قضية الحرب والسلام.
ووفق الاتفاق السياسى الذى توصل إليه المجلس العسكرى الانتقالى وقوى الحرية والتغيير الأيام الماضية، سيتم تخصيص الستة أشهر الأولى من الفترة الانتقالية؛ لتحقيق السلام فى دارفور والمنطقتين من خلال التواصل مع حاملى السلاح هناك.
وعلى الرغم من هذه الاتفاق، فإن الأحداث تفاقمت مرة أخرى، بسبب فتح قوة نظامية نيرانها على مئات المحتجين من طلاب المدارس فى مدينة الأبيض ما أدى لمقتل 5 بينهم 4 طلاب وإصابة ما لا يقل عن خمسين آخرين، الأمر الذى دعا رئيس المجلس العسكرى الانتقالى فى السودان عبدالفتاح البرهان إلى إعلان أسفه عما حدث».
وعقب أحداث مدينة الأبيض، قررت السلطات السودانية تعليق الدراسة بجميع المراحل التعليمية إلى أجل غير مسمى فى جميع أنحاء البلاد، بعد مقتل طلاب مدارس بالرصاص أثناء مظاهرات طلابية فى عدة مدن من بينها العاصمة الخرطوم.
ومن جهته قال الكاتب الصحفى السودانى فتح الرحمن الحمدانى، إنه بالنسبة للاتفاق بين المجلس العسكرى الانتقالى وقوى إعلان الحرية والتغيير التى تمثل قيادة الحراك، قطع شوطًا مقدرًا بعد التوقيع على الوثيقة السياسية رغم التباين بين مكونات قوى الحرية والتغيير متمثلًا فى الجبهة الثورية مما دعى الحرية والتغيير الجلوس مع قوى الكفاح المسلح (الجبهة الثورية) ومناقشة المطالب التى تم إغفالها فى الاتفاق السياسى».
وأكد فى تصريحات لـ«الصباح»، أنه كان من المقرر الانتهاء من الوثيقة الدستورية والتوقيع على الاتفاق النهائى إلا أنه يبدو حجرة عثرة أمام الطرفين بحيث تم تأجيل التفاوض عدة مرات كان كل مرة يقترب فيها الطرفان يحدث عائق يحيل بين الطرفين من الجلوس لطاولة المفاوضات كانت آخرها قبل ثلاثة أيام من حادثة مدينة الأبيض الذى راح ضحيتها 5 تلاميذ وأكثر من جريح أثناء تظاهرات طلابية».
وشدد الصحفى السودانى، على أن المجلس العسكرى بدوره يعى جيداً خطورة عدم التوصل إلى اتفاق وهذا يعنى طوفان جديد من الجموع الهادرة التى عرفت طريق الحرية وتبحث عن وطن بمعايير جديدة، لافتًا إلى أن قوى الحرية والتغيير كذلك تعرف أن عدم وصول إلى اتفاق يعنى اندلاع حرب أهلية فى البلاد».
وأشار إلى أنه على الرغم من التباين بين مكونات الحرية والتغيير التى ترفض استمرار التفاوض مع المجلس العسكرى إلا بعد تحقيق مطالب فى رؤيتها عادلة وتحقق مطالب الثورة مثل الحزب الشيوعى الذى يطالب بحل الميليشيات وقوات الدعم السريع التى وقع قائدها ممثلًا للمجلس العسكرى فى الإعلان السياسى».
ولفت إلى أن هناك طرفًا ثالثًا يسعى لعرقة الوصول إلى اتفاق وهم بقايا الإسلاميين، وأوضح أنه وسط كل هذه الفوضى السياسية قطعت اللجان المشتركة بين العسكرى والحرية والتغيير شوطًا كبيرًا فى صياغة الوثيقة الدستورية بغرض عرضها للطرفين لمناقشتها والتوقيع عليها والذى من المقرر لها يوم الخميس قبل الماضى.
وأكد الكاتب الصحفى السودانى، أنه فى ظل هذه التجاذبات والأحداث تتصاعد وتيرة التظاهرات والمواكب التى تطالب بالقصاص لقتلة المتظاهرين فى ظل فشل المجلس العسكرى فى تقديم الجناة الذين ارتكبوا مجزرة القيادة فى التاسع من رمضان إلى العدالة أو الخروج بتحقيق يحقق العدالة ويظهر الحقيقة وراء ما حدث».
وقال إنه رغم التخويف بالسجن والقتل، فإن المظاهرات مستمرة لتحقيق أهداف الثورة وتقديم القتلة ورموز النظام السابق للعدالة وأحداث انتقال مدنى للسلطة.