7 آلاف مواطن بقرية بنى شقير التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، يعيشون حالة من الزعر بسبب تفشى مرض «الفاشيولا» بين الأطفال وكبار السن، وهو مرض طفيلى «ديدان» تصيب الكبد، ويتسبب فى حدوث قىء وإسهال ونقص ملحوظ فى الوزن، وينتقل عن طريق تناول خضروات وفاكهة مصابة.
كما ينتقل المرض من الحيوانات المصابة إلى الإنسان عن طريق تسميد الأراضى الزراعية بالسماد العضوى، فينتقل إلى المحاصيل خاصة الخضروات الورقية كالـ«الجرجير والفجل والسبانخ والخص»، وأيضًا عن طريق رى الأراضى بمياه الترع التى يقومون بالتخلص فيها من مياه الصرف الصحى، عن طريق عربات الكسح.
يقول الفرجانى الأسيوطى، من أهالى القرية: إن ظهور المرض لم يكن وليد اللحظة بالقرية، حيث نعانى منذ عشر سنوات من هذه الأمراض، لعدم وجود وعى كافٍ لدى المزارعين الذين يستخدمون السماد العضوى فى تسميد الزراعات، فمن المعروف أن هذا التسميد يزيد من إنتاجية الزراعات وتلوين ونضوج الثمار مبكرًا لكن له أضرار كثيرة، فبعض الحيوانات المصابة تنقل الأمراض إلى التربة.
وأوضحت سعاد سليمان، أن طفليها أصيبا بمرض «الفاشيولا» ولم تكن تعلم به، فالأعراض متشابهة مع النزلات المعوية وأيضًا نزلات البرد، وظنت أن هذه الأعراض ستزول بانتهاء البرد، وبعد عدة أيام لاحظت تغييرًا واضحًا فى وزن الطفل الذى وصل إلى نصف وزنه من قبل، ولم تسعفها الوحدة الصحية لتلجأ إلى طبيب بمدينة منفلوط، والذى طلب تحليلًا، وكانت النتيجة ظهور ديدان بالكبد فى مرحلة متأخرة.
أما إحسان سليم، من الأهالى، فأكدت أن زوجها الرجل الأربعينى أصيب بالمرض، بعدما كان يعمل بالحقل ليل نهار، فقد يلجأ الكثير من المزارعين لتناول أوراق الخضروات دون غسلها أو غسل الأيدى بعد استعمال السماد، ولم يمض عام واحد بعد إصابته حتى تآكل الكبد وحدث نزيف ليفارق الحياة.
وأشار طلعت محمد، أحد الأهالى، إلى أنه يوجد أكثر من ١٠٠ منزل بالقرية على ضفاف الترع والمصارف يقومون بإلقاء مياه الصرف الصحى بها، وأيضًا المزارع الموجودة بالجبل بالقرب من القرية تروى بمياه الصرف الصحى عن طريق عربات الكسح، مؤكدًا أن هذه المنازل والمزارع التى لم تخضع لمراقبة الوحدة المحلية هما سبب واضح فى تفشى المرض بالقرية.